10 décembre 2008

الذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

في العاشر من شهر دجنبر 1948، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار رقم 217 ألف ( د – 3 )، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بعد العديد من المآسي والويلات والعديد من الانتهاكات الخطيرة والفظة لحقوق الإنسان في جميع مناطق وأرجاء الدنيا
هذا الإعلان الذي تضمن ديباجة وثلاثين مادة قانونية، يوضح الحقوق والحريات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان في أي مكان من العالم بغض النظر عن لغته، أو دينه، أو جنسه، أولونه، أو رأيه السياسي، أو أصله الاجتماعي، أو ثروته، أو ميلاده، أو أي وضع آخر
لقد حظي صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بترحيب واهتمام شعوب العالم ودوله التي سارعت إلى التوقيع عليه وإلزام نفسها بتنفيذه وإدخال مواده وبنوده في صلب قوانينها ودساتيرها الوطنية حتى أصبح حقوق الإنسان وحرياته الأساسية من القضايا الهامة في العالم
ورغم ذلك لم يستطع هذا الإعلان ولا العهود والمواثيق والقرارات الدولية الأخرى في وقف انتهاكات حقوق الإنسان في أي بقعة من العالم. ولعل أكثر الأفراد والشعوب الذين ذاقوا مرارة هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، هم الأفراد والشعوب الذين عاشوا ولا يزالوا يعيشون في ظل الأنظمة القمعية العنصرية والشوفينية والاستبدادية...، التي لاتقيم وزناً للأعراف والمواثيق واللوائح الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان
إننا في أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج وفي الوقت الذي نحيي فيه الذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإننا نطالب بإطلاق الحريات الديمقراطية وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والتعبير في السجون وأقبية الأمن وإغلاق ملف الاعتقال السياسي نهائياً وإلغاء حالة الطوارئ وحل كافة القضايا والمشاكل التي تعاني منها المجتمعات الدولية واحترام القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتي تم التوقيع عليها
ونناشد هيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في العالم وكافة القوى والفعاليات المحبة للحرية والديمقراطية والسلام والمساواة إلى تحمل مسؤولياتها والتضامن مع الشعوب المضطهدة من أجل إحقاق حقوقها ورفع الظلم والاضطهاد عنها لينعم المواطن فيها بالحياة الحرة الكريمة أسوة بشعوب العالم الحر
أمستردام في 10 دجنبر 2008