شهدت العاصمة اليونانية أثينا في نهاية الأسبوع الماضي تظاهرة عنيفة لليمين المتطرف ضد المهاجرين المغاربة والجزائريين، وهي تظاهرة تكشف الوجه الآخر للهجرة السرية عبر شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الثلاث سنوات الأخيرة الذي بدأ يعوض خط الهجرة التقليدي من المغرب نحو اسبانيا.وأورد الموقع الإخباري 'بلادي'، وهو أبرز موقع مغربي مختص في الهجرة، أن المئات من أنصار اليمين المتطرف تظاهروا يوم السبت الماضي في العاصمة أثينا أمام مبنى ضخم من ثمانية طوابق يقيم فيه حوالي 500 مهاجر أغلبهم من جنسية مغربية وجزائرية في ظروف جد صعبة بدون ماء ولا كهرباء. ورفع المتظاهرون لافتات تعتبر الهجرة رديف الإجرام، وطالبوا بطرد المهاجرين نحو بلدهم.وفي الوقت ذاته، كانت هناك تظاهرة مضادة قادها اليسار مطالبا بحلول إنسانية لمأساة المهاجرين السريين المتجمعين في هذا المبنى بدل التوظيف السياسي لحالتهم. وانقلبت الأوضاع الى مواجهة بين الطرفين تدخلت قوات الأمن على اثرها بعنف لتفريق المتظاهرين من الجانبين، وأصيب عدد من المهاجرين غير القانونيين بجروح جراء اعتداءات اليمين.وأصبح مبنى المهاجرين قضية تشغل بال الرأي العام اليوناني بسبب الوضع المثير للمبنى الواقع وسط العاصمة وفي منطقة سياحية بامتياز وتزامن هذه القضية وارتفاع المهاجرين السريين في البلاد، إذ يبدو أن اليونان بدأت تشهد سيناريو شبيهاً لما كانت تشهده اسبانيا في التسعينات من قوارب الهجرة وإيطاليا خلال السنوات الأخيرة. ويكشف عبد الرحيم. ك وهو مواطن مغربي يشتغل بالتجارة في أثينا أن 'اليونان لا تعتبر هدفا للمهاجرين بل فقط محطة للانتقال نحو إيطاليا وباقي دول أوروبا، حتى الأمس القريب أغلب المهاجرين العرب كانوا من جنسية مصرية ومنذ 2005 ارتفع عدد المهاجرين من المغرب والجزائر حيث يصلون عبر تركيا وينتظرون الفرصة للذهاب الى إيطاليا'. ويضيف 'وبدأت اليونان تشهد بدورها نقاشا سياسيا قويا حول الهجرة وظهر اليمين المتطرف الذي يريد الدفاع عما يسميه نقاء اليونان التاريخي لأن نسبة من المهاجرين تفشل في الانتقال الى إيطاليا وتبقى في اليونان وبدأت المشاكل تظهر بقوة'.ويقصد شباب المغرب العربي سورية وتركيا لأن الدخول إليها لا يتطلب التأشيرة ومنها على متن قوارب نحو اليونان، وتعمل عصابات متخصصة على نقلهم عبر دول شرق أوروبا أو عبر ألبانيا الى شواطئ إيطاليا'. وتحولت هذه الطريق الأخيرة الى طريق رئيسية للهجرة السرية الجديدة بعدما جرى تشديد الحراسة من شواطئ المغرب والجزائر نحو الشواطئ الاسبانية
حسين مجدوبي