أصبح بإمكان المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج التواصل عبر موقع إلكتروني جديد للتعبير عن آرائهم و تبادل وجهات النظر حول واقع وإشكالات الهجرة، وكذا التعبير عن مقترحاتهم بشأن الدينامية التي شرع فيها المغرب منذ مدة في أفق إحداث المجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارج
ومن المقرر أن يكون هذا المنتدى للنقاش والحوار حول الهجرة قد عرف انطلاقته الفعلية صباح هذا اليوم على الموقع الإلكتروني للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (www.ccdh.org.ma ) ضمن فقرة خاصة بالهجرة تشمل كذلك استبيانا للرأي موجها إلى كل الفاعلين والمهتمين من أجل توسيع المشاورات الكفيلة ببلورة أرضية موضوعية لتشخيص أوضاع الجالية المغربية عبر العالم و سبل إشراكها في العملية التنموية داخل وطنها الأم
وتعد فكرة المنتدى والاستبيان من بين الآليات التي تم التوافق عليها داخل فريق العمل المكلف ضمن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بإيجاد إطارات للتفكير والمشاورة على أوسع نطاق، وذلك لتمكين جميع الكفاءات والفعاليات والهيئات المغربية داخل وخارج أرض الوطن من المساهمة في توضيح الرؤية والعمل الذي شرع فيه بعد تكليف جلالة الملك محمد السادس للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في نونبر الماضي بهذا الملف و برفع توصيات لجلالته حول تكوين مجلس أعلى للجالية تتجسد في تشكيلته معايير التمثيلية والكفاءة والمصداقية. فريق العمل حول الهجرة الذي تم تشكيله لهذا الغرض من 30 عضوا ضمنهم أعضاء من المجلس الاستشاري وحقوق الإنسان، وباحثون مغاربة من المغرب والخارج ومهتمون بشؤون الهجرة وفاعلون جمعويون، اختار أيضا آلية تنظيم الندوات الفكرية كانت أولاها تلك التي نظمت الأسبوع الماضي حول موضوع الهجرة والتنمية وينتظر أن تليها لقاءات أخرى تتمحور حول مواضيع المواطنة والمشاركة والثقافة والهوية وكذا الهجرة ومقاربة النوع. وقال محمد سؤال عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وعضو فريق العمل حول الهجرة إن الندوة الأولى حول الهجرة والتنمية عرفت حضور أزيد من 150 مهتما من بينهم 55 من المغاربة المقيمين بالخارج يمثلون العديد من مكونات الجالية المغربية في 11 دولة أجنبية
وأضاف في تصريح لـ "بيان اليوم" أن الندوة مكنت من تسليط الضوء على إمكانيات المغاربة المقيمين بالخارج في المساهمة في رفع رهانات التنمية البشرية بالمغرب ومقترحاتهم حول كيفية استثمار التحويلات المادية للجالية فيما يخدم المشروع التنموي لبلدهم الأول. وأضاف محمد سؤال أن الندوات الموالية التي ستنظم طيلة شهر مارس وأبريل سيتم بالموازاة معها تنظيم لقاءات تشاور واسعة مع ممثلي الجالية في مختلف بلدان المهجر بدءا من هولندا التي ستعرف أول لقاء يوم 25 فبراير الجاري
وحول سبب اختيار هولندا كأول محطة لهذه المشاورات، قال سؤال إن ترتيب اللقاءات لم يخضع لأي اعتبارات سوى تلك المرتبطة بأجندة مواعيد الفاعلين النشطين في مجال الهجرة والمهاجرين في كل قطر
وأضاف إن هذه اللقاءات سبقها تنظيم لقاء كذلك مع سفراء جلالة الملك منذ أسبوعين تم خلاله التطرق إلى إمكانيات التنسيق والتعاون بين المجلس وبين السفارات المغربية في الخارج من أجل وضع لائحة تشمل مختلف الفعاليات والهيئات التي يمكن أن يربط الاتصال بها في إطار هذه المشاورات
وجوابا عن سؤال حول كيفية تعامل المجلس مع أطراف عبرت عن رفضها لطريقة عمل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان واتهامها له بممارسة نوع من الإقصاء والانتقاء في عملية إجراء المشاورات، قال سؤال إن المجلس يعمل على إنجاز المهام التي عهد إليه بها من قبل جلالة الملك بمستوى كبير من الجدية والصرامة والشفافية، وبدون استثناء أي من الإطارات التمثيلية للمغاربة القاطنين بالخارج، وذلك خلافا لما تروجه بعض الأطراف
وكانت "أرضية ما بين القارات للمغاربة المقيمين بالخارج" (مقرها بهولندا) قد عممت مؤخرا رسائل وبيانات - توصلت "بيان اليوم" بنسخ منها- يحتج فيها منسقها جمال الدين ريان على طريقة تعامل المجلس مع هذه الهيئة وعما اعتبره انتقاء في عملية اختيار الفاعلين المشاركين في المشاورات. يذكر أن عددا من المتتبعين والفاعلين عبروا في مناسبات عدة عن استيائهم من الزاوية الضيقة التي ينظر بها البعض إلى العمل الجاري حاليا للتحضير لتشكيل المجلس الأعلى للجالية خلال الصيف القادم، حيث تطغى أحيانا الاعتبارات السياسية وهواجس التمثيلية داخل المجلس على الإطار العام للنقاش الذي يسبق تشكيله، في حين يفترض أن ينظر إليه كمؤسسة وطنية لخدمة قضايا الجالية والاهتمام بإشراكها في بناء المشروع المجتمعي للمغرب بعيدا عن أي تأثيرات فئوية أو حزبية
سميرة الشناوي