21 janvier 2007

مساجد هولندا تعاني من نقص الأئمة بسبب السياسات الحكومية






















تعاني مساجد هولندا من نقص حاد في عدد الائمة، وسط مخاوف من ان يؤدي الامر الى أزمة، وخاصة في ظل تزايد فرص عدم امكانية ضمان استمرار عدد من الأئمة الحاليين، في أداء عملهم نتيجة عدم حصول البعض منهم على إقامة قانونية في البلاد، وهو نفس السبب الذي دفع اعدادا من الائمة الى مغادرة البلاد. جاء ذلك، في تحذير اطلقته جمعية اتحاد الائمة في هولندا، كرد فعل لها على ما نشرته وسائل اعلام هولندية حول هذا الصدد، وجاء فيها أن الائمة يغادرون هولندا بسبب عدم توفر الشروط التي حددتها الحكومة الهولندية لضمان استمرار هؤلاء الاشخاص، في تأدية عملهم داخل المساجد المنتشرة في عدد من المدن الهولندية. وقال محمد أوشلاح عضو جمعية اتحاد الأئمة في هولندا، انه تلقى طلبات عدة من مساجد مختلفة تطلب من الاتحاد سرعة توفير أئمة لممارسة عملهم، داخل تلك المساجد التي بدأت تعاني من نقص في عدد الأئمة، المفترض ان يوجدوا داخل هذه المساجد للقيام بدورهم في خدمة المساجد والمترددين عليها، من أبناء الجاليات المسلمة المقيمة في البلاد. ولم يذكر أوشلاح حجم النقص الذي تعاني منه المساجد الهولندية في عدد الائمة، واكتفي بالمطالبة بضرورة تحسين الشروط المطلوبة لضمان استمرار الائمة الحاليين، في أداء عملهم دون أي عراقيل، ولمح الى ان اللجوء الى استخدام أهل الخبرة في هذا المجال واستقدامهم من الوطن الأصلي سوف يواجه بعراقيل تتمثل في السياسات الحكومية والتي تؤكد على ضرورة إجادة هؤلاء للغة الهولندية واحترام العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الهولندي
وتقدمت السفارة التركية في لاهاي بطلب للخارجية الهولندية للحصول على ايضاحات، حول هذا الشأن أواخر يوليو (تموز) الماضي، وقالت السفارة انها ستنتظر بعض الوقت ربما يتم حل المشكلة، وفي حال عدم حدوث ذلك سوف تتقدم بالتعاون مع المسؤولين في اتحاد المساجد التركية الذي يضم 142 مسجدا بشكوى قضائية ضد الحكومة
يذكر ان هناك أكثر من 500 مسجد في مختلف المدن الهولندية يمارس فيها ابناء الجاليات الاسلامية شعائر العقيدة، ويعتبر المغاربة والأتراك هم الأكثر عددا بينهم ويوجد ما يقرب من مليون مسلم في هولندا في الوقت الحالي من جنسيات مختلفة، ويصل تعداد هولندا الى ما يقرب من 16 مليون نسمة وفي ظل تزايد اعداد المواليد بين ابناء الجاليات العربية والإسلامية وانخفاض نسبة المواليد بين الهولنديين وتزايد معدلات الشيخوخة، ينتظر ان يشكل ابناء الجاليات العربية والإسلامية في هولندا عام 2025 ما يقرب من ربع سكان البلاد
وتحاول الحكومة مواجهة ما تطلق عليه التطرف الاسلامي، بناء على تقارير للاجهزة الامنية تضمنت الاشارة الى ان هناك عددا من الائمة يدعون الى الفكر المتطرف ويحرضون أبناء الجاليات الاسلامية على كراهية الغرب والدعوة الى الجهاد المسلح
وقامت الحكومة بالفعل باستبعاد عدد من الأئمة، قالت انهم يشكلون خطرا على الأمن والمجتمع الهولندي، ومنذ ذلك الحين تعمل الحكومة على إمكانية توفير أئمة من الشبان من أبناء الجاليات الإسلامية الذين ولدوا في هولندا ويجيدون لغة البلاد ويعرفون عادات وتقاليد المجتمع الهولندي بشكل جيد، اكثر من الأئمة الذين يتم استقدامهم من الخارج، ويكون لديهم افكار لا تتناسب مع تقاليد وعادات المجتمعات الغربية
عبد الله مصطفى