17 mai 2006

الهجرة المغربية: دعم للفعل السياسي الديمقراطي ومساهمة حقيقية في التنمية الإجتماعية.

يبلغ عدد المغاربة المقيمين بالخارج حوالي ثلاثة ملايين مواطن ومواطنة، ينحدرون من جميع أقاليم المملكة، ويشكلون كتلة بشرية هامة، تساهم بشكل فعال في النشاط الاقتصادي سواء في البلدان المضيفة أو في تنمية الاقتصاد الوطني بصفة عامة والمناطق التي ينحدرون منها على وجه الخصوص. المغاربة المقيمين بالخارج يواجهون العديد من المشاكل سواء في بلدان الإقامة وداخل الوطن.
وينبغي الإشارة إلى تحولات جذرية لحقت ببنية جاليتنا بالخارج خلال السنوات الأخيرة، سواء من ناحية عدد الأفراد أو من حيث مكوناتها، حيث أصبحت تضم أطراً ونخبا فكرية وازنة وفاعلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في بلد الإقامة، و تتكون في الغالب من الجيلين الثاني والثالث.
وكل هذا يستدعي بذل المجهودات اللازمة على سائر المستويات لرعاية المغاربة المقيمين بالخارج وتوثيق أواصر علاقتهم بوطنهم، حيث إنه إذا كانت هناك واجبات للوطن على أبنائه أينما كانوا، فإن من حق هؤلاء الأبناء على وطنهم أن يرعى شؤونهم ويضمن أمنهم وسلامتهم وكرامتهم، وهو ما يفرض الأخذ في الاعتبار البعد الاجتماعي والثقافي والديني والسياسي المرتبط بحياة الجالية وذلك في إطار استراتيجية محكمة قائمة على مراعاة مصالح المغاربة المقيمين بالخارج سواء في بلدهم الأصلي أو بلدان إقامتهم.
ولا يمكن أن توضع هذه الاستراتيجية وتحدد أهدافها بمعزل عن الذين يهمهم الأمر، وهم أفراد الجالية نفسها. ومن هذا المنطلق، فإن النقاش الوطني حول الجالية المغربية الذي سيعقد تحت شعار الهجرة المغربية دعم للفعل السياسي الديمقراطي ومساهمة حقيقية في التنمية الإجتماعية، يجسد إطاراً ديمقراطياً يتداول فيه ممثلو أفراد الجالية المغربية في شؤونهم وقضاياهم بكامل الحرية وفي جو من الحوار المثمر دون تمييز ديني أو سياسي، بحضور ممثلي الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني المغربية والمنظمات الممثلة للمهاجرين المغاربة والمنظمات الدولية للهجرة.
إن النقاش الوطني نعتبره مكسب لكل المهاجرين المغاربة ومشاركتكم في هذا النقاش هو دعم للمهاجر المغربي بغض الطرف عن إنتمائه السياسي والديني.